الحب بمفهومه الجديد

عدد الرسائل : 25 تاريخ التسجيل : 27/02/2008

الــحـــب الـــعــــصــــــري

لو بصينا على الساحة العاطفية وخدنالها تصويرة من بعيد ياترى هنشوف ايه جوا التصويرة؟؟؟

هنشوف حالة من (فك ارتباط) عامة وشاملة في كل العلاقات اللي بيتقال عليها الحب العصري..

ولو دققنا أكثر بالتصويرة دي هنشوف ظاهرة الوفاء بقت حكاية خرافية بنسمعها من اهالينا اكنها جاية من حواديت عن سكان المريخ..

مش ناقص غير ان الوحدة تبقى تسأل صاحبتها -انت هتحبي مين النهارده؟؟
ومافيش مانع من انها هيا نفسها تتشنج من البكا في كل مرة سوسو والا ميمي يسبها ويتعرف على ننوسة جديدة..!

الحالة دي بتكون على ودنها في المدن والسواحل وكافيتريا الجامعة!!!
وبتقل كلما اتجهنا (ريفياً) أو دخلنا ناحية الصعيد الجواني .. او رحلنا ناحية البدو..

هنلاقي الصورة بقت أنضف وأعمق وبقى فيها اصالة ووفاء وعفاف وأمل وكل شلة البنات الحلوين اصحاب صاحبتي فضيلة..

وتلاقينا نسمع عن عشاق اقاموا على حبهم لحد أما فطسم (حباً) ..
وماتمرش خيانه اللا ويكون الدم هو (المطهر) المعتاد والوحيد وبتبقى وفاء هيا الاساس..

على فكرة .. ممكن نشوف نفس الصورة في كل الأرياف برا مصر..يعني الريف الفرنسي والانجليزي ......الخ
بس بمجرد مانخطي ناحية باريس ولندن نرجع لنفس النماذج بتاعت البت فتون وصاحباتها غزل وشهد وناهد..اللي في الكافيتيريا ايها اللي على الناصية..عارفنها ؟؟

الظاهر ان للمناخ العام اثره في تشجيع صفات معينه بالنفس وإجهاض صفات اخرى ..

أقربلكم الصورة واحط عليها مكبر كمان!!
مثلاً في الريف .. المناخ العام ايه؟؟ ....وفاء طبعاً ماتصحو معايا.....
بيلقي الفلاح البذرة في الارض فمابيخونوش المطر .. ولا النيل ولا الشمس.. وبيلاقي برضو وفاء هيا الاساس..القاعدة في كل دول..
وإذا اجتهد بالحرث والريّ ادته الارض ثمرتها في المعاد بدون غدر ..
وكل حاجة بتمشي بهوادة وتأني .. من دون استعجال..الناس هناك رايقة ومافيش انفعالات ولا مفاجآت..والعائلات بتعدي الازمات مع بعض وتقاسم الخير والشر ..
فمش غريبة ان المناخ دا يثمر عن وفاء عند الناس اللي عايشين فيه..

والموضوع مختلف تماماً على الساحل .. اللي ماليينه السياح ...وكل يوم تلاقي البواخر والمطارات ترمي بأطنان من الخلق..نساء ورجال من هواة المتعة وطلاب التغيير على البلاج والكل بيجري لاصتياد لذة جديدة..

ثم ان حياة المدن طبعاً هتكون مدنية بحته يعني بيغلب عليها التقدم الصناعي والعلمي ونظراً للسباق اللي داير بيها على مين يلحق ييلهط ويجري .. فبتلاقيهم (الاغلب وليس الكل) راميين كل الشرائع والاعراف وراء ظهورهم .. لمواكبة التقدم وعجلة الحياة اللي لازم تدور , وتدور بسرعة كمان ..وتبقى هيا دي الحياة المادية البحته..

واللي يعيشها بتتحول ايامه الى لحظات ونزوات مافيش بينها اي رابط اللا استهداف اللذة .. وطبعاً الكل عارف ان الشهوة بطبيعتها سريعة الملل..وبتطلب التجديد عشان تفضل على تأثيرها ..ومن هنا تيجي الحالة العامة من (العلاقات الطيارة) ونشوف الحتة أكنها اتقلبت جبلاية قرود ..مافيش لها قانون غير قانون الصدفة البحتة..دا النهاردة مع دي عشان يبقى بكره مع دوكها .....الخ

والغريب ان النفس بالحالة دي مابتشبعش ,انما بتزداد نهم وجوع .. مش بتملى التنك بالعكس بتفضيه وبتقضي عليه..و بالاخر نوصل لحالة من الظلمة الحيوانية والقسوة والبلادة في الشعور ..-اللي الغرب عايشها الايام دي-وبالاخر خالص فساد الفطرة ثم اليأس فالجنون فطلب الانتحار..
وعشان كده اعلى نسبة انتحار وجنون تلاقيها في بلاد الترف والتحلل..وتكاد تنعدم في الريف والجبل والبدو..
وتنعدم تماماً ولا أثر لها عند.....؟؟مـــــيــــــن؟!! بالظبت عند اهل الايمان وصاحبتها وفاء وأخوهم الكبير اسلام

ويفضل الماديين دول اللي مش صحابنا على حالهم ومش هيصحوا الا على علامة من علامات الغضب من زلزال او طوفان او بركان او وباء...ويعجزوا بكل علمهم او تطورهم انهم يوقفوه مش يزيلوه..ويقف كل واحد منهم وهوا مشلول التفكير .. مش عارف يعمل ايه!!وهوا شايف قوة اكبر منه .. وارادة تفوق ارادته بتحرك الكون كله..

بس للاسف اول ماتخلص الحادثة او الكارثة .. واثارها.. ويمشي اخر عامل انقاذ .. يرجع المسرفون لعتوهم..ويقولوا اللي حصل نتيجة قوة عبثية(استغفر الله)عبثية ومحض صدفة..فيزدادوا عماً على عماهم .. مش عمى الابصار وانما عمى القلوب..
وبكدة تكون فاتتهم العبرة والعظة ونسيوا التاريخ ..ومافهموش ان اللي حصل دا مجرد انذار .. عشان اللي عايز يفوق يفوق واللي مش عايز بــ............واللا بلاش هوا حر..
لان المرة التانية هتبقى مافيهاش فرصة اصلاً للفوقان .. هتبقى نفخة صور .. ونشور..وحساب بعد الرقدة بالقبور!!!

هيا دي قصة كل الاقوام من اول التريخ لاخره ..
قصة ..عاد.....و ثمود.....قوم نوح.....ولوط......ومدين.....الكل بلا استثناء ..دي سنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلا)..
والحب وروايات الحب مثال من الف مثال (واللبيب من الاشارة يفهم).
اللبيب هوا اللي يعرف ازاي يقرا التاريخ ..ويحل رموز حجر رشيد .. ويفهم ايه اللي بيحصل؟
ويحلل الحوادث اليومية اللي بيشوفها قدامه كل يوم ويضرب كف على كف ويقول لا حولا ولا قوة الا بالله..